هبة الله
عضو فعال
عدد الرسائل : 237 العمر : 32 البلد : الجزائر تاريخ التسجيل : 12/08/2009 نقاط : 423 السٌّمعَة : 0 الأوسمة :
| موضوع: ومسحتُ الرقــــم !! " السبت يناير 23, 2010 11:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قرأتها وأحببت أن تشاركوني فيهـا :
لم أره منذ مدة ، ربما أكثر من عشر سنوات
كان اخر لقاء لنا على مقاعد الدراسة وبعدها فرقتنا مشاعل الحياة وسنين
دراسة اخرى طويلة
ثم انقطعت عني اخباره حيث انه خرج ليواصل دراسته الجامعيه خارج البلاد
وكان صاحب عقل متقد وذهن صافي فأتم دراسته بتفوق ثم عاد ليعمل في
إحدى المؤسسات المعرفه
سمعت بعودة صاحبنا .. فذهبت الى مكان عمله لأراه علنا نجدد عهودا ماضية ،ولأعرف اخباره.
وعندما التقت الوجوه ابتسم كل منا لصاحبه ابتسامة عريضة , وكان عناق
وضحك..
ثم قلت له :لقد نحفت ياعبد الله !
قال لي مازحاً : وماذا كنت من قبل حتى انحف اكثر؟
ثم ضحكنا.
هو عبد الله الذي اعرفه ، بروحه المرحه وابتسامته العريضة ، ونظارته السميكة
التي تطل من خلالها عيناه الذكيتان
قلت له مداعبا:
ألم تتزوج بعد ايها العجوز؟؟
فرد علي : بلابشرك اني قد عقدت على بنت الحلال ، وانا على وشك ان
انتهي من تأثيث الشقةولم يبق سوى تركيب المكيفات وبعض الكماليات
الاخرى، لزوم الفرح كما تعرف
ففرحت وباركت له وانا اقول: لا تنسى ان تدعونا لوليمة عرسك إذن..
ثم إنني اخذت منه موعدا على ان يزورني في بيتي حتى نجلس سويا
ويعرف كل منا
اخبار صاحبه ، اعطاني رقم هاتفهحصلت ظروف طائة منعتني من رؤية عبدالله في الموعد المضروب .
فكلمته بالهاتف لنؤجل موعدنا الى وقت اخر ،فرحب بذلك. وكانت ظروف عمله هو الاخر
غير مواتية، فكانت تستلزم ان يسافر بسيارته من منطقة الى منطقه بين الفينة
والاخرى.
وفي احد الايام عنت له سفره الى إحدى المناطق القريبه ، فلملم حاجياته وانطلق بسيارته.
كنا قد انتهينا للتو من صلاة المغرب ، فأسندت ظهري الى المتكأ وانا أردد الأذكار
.وبقيت على تلك الحال برهة من الزمن ، ثم أحسست بهاتفي المحمول يهتز داخل
جيب الثوب .
أخرجته ونظرت الى رقم المتصل فإذا هو أحد الأصحاب ممن لم ارهم منذ
فترة.
رفعت الهاتف الى اذني مسلما على صاحبي ، فسلم ورحب بي على عجل
على غير
العادة ، ثم قال بنبرة جادة : تعرف الاخ عبدالله؟؟
انقبض قلبي وانا اقول :خير إن شاء الله ، ماذا أصابه؟
الاخ توفي اليوم......
كييييييييييف؟!!!!!
اقول توفي الاخ في حادث.. حادث سيارة،وسيصلى عليه اليوم بعد العشاء
في الجامع . . .
اغلقت الهاتف وقد انعقد لساني من فرط المفاجأة، لم اكن مصدقا ولم
استطع ان اصدق ،ولذا فقد عزمت ان اخرج فورا واتأكد من الأمر بنفسي.
زحام شديد عند الجامع ، وأناس من جنسيات مختلفه ،وكثير من زملاء عبد الله في
العمل موجودون هنا.
وقف أبو عبد الله يستقبل جموع المعزين وهو يحاول ان يخفي اضطرابا وألمًا دفينا .
جاءت (ما يقول الناس ) انها جثة عبد الله محمولة على الاكتاف.
صلينا على عبدالله ،ولكنني لم أزل غير متيقن تماما بأنه قد رحل،ربما في غيبوبة
وظنوه ميتا !!هذا يحصل ، أليس كذلك؟؟
انطلقت أسابق الريح بسيارتي الى المقبرة، أريد ان ارى عبدالله قبل ان يدفن،
هل مات فعلا؟!!!!!!
وضعوه على الارض ملفوفا بكفنه ، اقتربت منه واخذت أتفحصه وأتساءل هل من
بداخل الكيس هو عبد الله حقا؟!
وأخذ دماغي يثور بالأسئلة..
ولكن ياعبد الله لقد تخرجت من الجامعه لتوك ، ولا يزال امامك الكثير من الاعمال
لتقوم بها!
نجاحات كثيرة تنتظر منك ان تحققها.. وفتاة أحلامك هناك تنتظرك.. والشقة التي
أكملت تأثيثها.. والمكيفات .. و.. و.. موعدنا !! هل تسمعني ياعبد الله ؟!!
هذه هي المرة الأولى التي أجيء فيها المقبرة ليلا
مصابيح إنارة متناثرة هنا وهناك ، بعضها يرسل شعاعا قويا متوهجا ،وبعضها
يرسل شعاعا كئيبا باهتا .
بالنسبة للميت ، ليس هناك فرق بين الليل والنهار،فالحفرة مظلمة في كل
وقت إلآ من
نور عليه قبره.
هاهو عبد الله تحتمله الايادي ثم ينزل في قبره. بدأوا يهيلون عليه التراب..
الايادي مغبرة ، والاعناق مشرئبة ،والعيون دامعة ، واخذت أرمقه..
هل سيتحرك ؟هل سيتحرر من كفنه وينفض التراب عنه وينتهر من حوله ،كفو عن
هذا!!
لم يحصل شيء من ذلك ..
واستمر التراب يعلو ويتراكم حتى استوت معالم القبر مع ماحولها من الارض .
إذن...
هاأنذا أمسح رقم هاتف صاحبي من مفكرة الارقام ،
، فقد مـــــــااااااااااااااات عـبــد الله
فقد صار لغيره، ولكنني لم أجرؤ على مسح اسمه، وأبقيته لأسترجع أشلاء
من ذكراه.
لقد كانت المرة الوحيدة التي التقيت فيها عبد الله بعد عودته من الخارج هي تلك المرة
عندما زرته في مقر عمله ، ولم تدم تلك الزيارة سوى بضع دقائق.
ولكنه علمني شيئا مهما بموته ...
وهو ان كون الانسان مشغولا جدا، وعنده الكثير من الالتزامات والمواعيد وورائه
كثير من الناس الذين ينتظرون لقائه.. او ينتظر هو لقائهم !!!
كل ذلك لن يجعل هاذم اللذات يتردد ثانية واحدة
في ان يضرب ضربته من دونما موعد ولا استئذان .
تزود من التقوى فإنك لا تدري ::: إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر
فكـم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ::: وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ::: وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر
وكـم من عروس زينوها لعرسـها ::: وقد قبضت أرواحهم ليلـة القـدر
وكـم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فمــن عـاش ألفـا وألفيـن إنـه ::: لابـد من يـوم يسـير إلى القبر
| |
|
فاتحة القدس
عضو فعال
عدد الرسائل : 264 العمر : 28 البلد : الجزائر تاريخ التسجيل : 08/06/2009 نقاط : 408 السٌّمعَة : 1
| موضوع: رد: ومسحتُ الرقــــم !! " الأحد يناير 24, 2010 12:41 pm | |
| فكـم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ::: وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ::: وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر
وكـم من عروس زينوها لعرسـها ::: وقد قبضت أرواحهم ليلـة القـدر شكرا هبة على هذه القصة الرائعة | |
|
mohamed01726
عضو فعال
عدد الرسائل : 389 العمر : 29 البلد : grarem تاريخ التسجيل : 30/07/2009 نقاط : 549 السٌّمعَة : 1
| موضوع: رد: ومسحتُ الرقــــم !! " الثلاثاء يناير 26, 2010 4:16 pm | |
| شكرا هبة على هذه القصة الرائعة
| |
|
هبة الله
عضو فعال
عدد الرسائل : 237 العمر : 32 البلد : الجزائر تاريخ التسجيل : 12/08/2009 نقاط : 423 السٌّمعَة : 0 الأوسمة :
| موضوع: رد: ومسحتُ الرقــــم !! " الثلاثاء يناير 26, 2010 7:55 pm | |
| شكرا على المرور العطر الذي زاد لوضوعي رونقا
| |
|
dida
عضو فعال
عدد الرسائل : 150 العمر : 37 البلد : الجزائر تاريخ التسجيل : 06/11/2009 نقاط : 166 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: ومسحتُ الرقــــم !! " الأربعاء يناير 27, 2010 6:31 pm | |
| تزود من التقوى فإنك لا تدري ::: إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر
فكـم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ::: وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ::: وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر
وكـم من عروس زينوها لعرسـها ::: وقد قبضت أرواحهم ليلـة القـدر
وكـم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فمــن عـاش ألفـا وألفيـن إنـه ::: لابـد من يـوم يسـير إلى القبر بارك الله فيك هبة قصة جد مؤثرة محزنة كما يوجد بها العديد من العبر نعم هناك الكثير مما يستحق أن نعيشه فلما نؤجله.... | |
|